الرسام وحيد نجيب قصة وجهان و مرآة

 

صفاء/ ياحبيبتي أنا خلاص فاضلي ساعة وهخلص الشغل؛ وهكلمك ونتقابل علشان نخلص مشاويرنا سوا؛ ..

صفاء /( بعد إنتظار لحظات….) ماشي ماشي..باي باي..

؛ أخرجت صفاء مرآة من حقيبة يدها التي تضعها أسفل مكتبها في مكانها المخصص وبدأت تنظر فيها وهي تعيد ترتيب خصل شعرها بيدها فهي فتاة جميلة ممشوقة القوام بيضاء ذات عينان زرقاء وشعرها مصفف وملون بلون رمادي محمر قليلا وتضع مكياج خفيف بسيط ولكنه يظهر جمال أنوثتها وتجلس علي مكتبها في العمل العام ؛ بينما تجلس في نفس الغرفة زميلتها في العمل وهي ذات خمار وملابس واسعة وتنظر لها نظرات تعجب وعدم رضا ثم فجأتها وهي تقول:

سعدية/ أنتي مش ناوية تلبسي حتي طرحه وتبطلي تمشي بشعرك وتبطلي تحطي مكياج ..

صفاء/ أنتي أول مرة تتكلمي معايا في الموضوع ده مع أنك منقولة من أسبوع تقريبا يعني أحنا مش أصدقاء أو حتي بينا كلام ؛ علشان تسمحي لنفسك أنك تتكلمي معايا في مواضيع خاصة ؛ وبالرغم إني أنا شوفتك لابسة خمار وملابس واسعة إلا أني أحترم حدودي وحقوق الغير ؛ وماتكلمتش معاكي في شىء خاص بيكي..

سعدية/ ليه هو لبسي ذييك حرام..

صفاء/ هو أنتي علي مزاجك هتحللي  وتحرمي…

صفاء/ أنا ليا القانون والدستور إلي بيديلي الحف في ده وفيه قانون يحميه وفي الحرية الشخصية وبيجرم أي إعتداء عليها، وليا قناعتي بنفسي وفي إلي بعمله ؛ مش إلي علي مزاجك ومزاج الناس..

سعدية/ أنا بنصحك ؛ لأن ده مخالف للشرع..

صفاء/ هو كل واحد عايز يمشي الناس علي مزاجه ويعتدي علي الحقوق والحريات هيتكلم بإسم الشرع ويسىء للدين الإسلامي وسماحته ووسطيته؛ أحنا في دولة وعصر السيادة فيها للقانون والقانون في صفي ومن حقي ذلك ؛ وأنتي إلي المفروض تتعاقبي بالقانون وتتعلمي أن وقتك إلي بتخدي فلوس من الدولة ؛ علشان عمل معين يكون بس للعمل وقتك مش لأنك تاخدي عملك وسيلة لإجبار الناس وإلي موجودين في العمل علي فكركم وعلي أسلوبكم الإرهابي..

سعدية/ إرهاب ليه ياحبيبتي هو أنا مسكتلك مسدس ولا سكينة وبجبرك علي حاجة..

صفاء/ الكلام لما يكون تدخل في خصوصيات الغير واعتداء عليه بيكون أقوي من المسدسات والنار لأن الإيذاء النفسي أصعب من الإيذاء المادي والجروح؛ وبيكون هو ده الإرهاب لأن أي إعتداء علي الحقوق والحريات يعد عمل إرهابي؛ وأنا مسمحتلكيش أصلا أن يكون فيه مساحة بيني وبينك للكلام..

سعدية/ أنا بهديكي بس..

صفاء/ مش أنتي وجماعتك والفكر المريض ده إلي بتتبعيه هو إلي يتكلم عن الهدايا أنتم أصلا فاهمين الشرع غلط وعلي مزاجكم وحساب الدول إلي بتمولكم وبتدفعكم علي ذلك علشان مصالحها ومصالح إعلام سىء ؛ عايزين تمشوا الناس علي مزاجكم وأهدافكم السلبية الإرهابية؛ الشرع بيمنع أصلا أنك تقولي كلمة أو لفظ يشعر فيه الغير بالإيذاء أو يجرح مشاعره ؛ أو تحسسيه أنك أفضل منه في شىء؛ وقيل للرسول أنصحهم بالتي هي أحسن والكلام كان للكفار مش لناس في عصر القانون فيه هو السيادة؛ والكلام ده كان في عصر مفيش فيه قانون ينظم الحقوق ؛ أما الآن أحنا في عصر السيادة للقانون يعني مش مسموح لكي اصلا انك تدخلي في شؤون وخصوصيات الغير؛

سعدية / بالتي هي أحسن إيه ياحبيبتي؛ ونبي ده أنا أبن أختي مرة قال كلمة عيب لأمه مسكته وبالشبشب هريته وحتيطله شطة في الأكل قعد أسبوع لسانه نار ومر يعني..

صفاء/ أنتي فعلا مش بس مجرمة لأ ومريضة كمان لما تأذي صحة إنسان وتعرضيه للخطر وممكن يكره الإسلام أصلا بسببك؛ ويعتنق دين آخر ومش هتقدري تمنعيه لأن القانون والدستور في صفه؛ حتي لو ترك الإسلام وأصبح بلا دين أصلا هو القانون في صفه؛ والقانون بيقول حرية الإعتقاد مطلقة يعني ملكيش أي سيطرة عليها والمفروض أمه لو كانت فعلا بتدافع عن حقوق أبنها كانت عملتلك محضر علي جريمتك في إيذاء صحة إنسان وانتهاك حقوقه في الصحة بالشكل السليم ؛ والإهانة لكرامته وحقوقه الأصيلة، أنتي فعلا والفكر إلي بتتبعيه ده مريضة ومجرمة وارهابية؛ والمفروض أنك تتعاقبي فعلا علي جرايمك ؛ وأوعي تفكري أنك ولا إلي ذيك هتخوفونا وتمشونا علي مزاجكم وهواكم المريض؛ أنتم العالم كله بيقول أنكم إرهابيين فعلا ومجرمين ومعتدين ولازم تنالوا العقوبات علي جرائمكم وتتأهلوا للعيش مع الناس في دولة السيادة فيها للقانون،وأنا سجلت كل المحادثة وهقدمها في شكوي ضدك وهاخد حقي منك ومن إلي ذيك بالقانون لأني بحترم سيادة دولتي مش بطريقتكم الهمجية والارهابية والإجرامية دي ، ومن أي حد يعتدي علي حقوقي ويحاول يجعل الوطن تكتلات إرهابية وعصابات بلا قانون لفكر مريض وإرهابي ملهوش أساس من الصحة ولا الدين الاسلامي ولا القانون بشىء ؛ إلا هدفه الإرهابي أن الناس تشعر بعدم الرضا وتظل تسب وتشتم وتلجأ للفوضي.