الرسام وحيد نجيب قصة في قلب إسرائيل ٢

 

                            ( الفصل الثاني )

كانت الغارات الجوية والطلقات والمنازل التي تهدم تحاوط وحيد وتشتت تركيزه وانتباهه حتي عن الحديث الذي يتحدثه مع نفسه ، وكانت الناس تجري هربا، والصراخ والبكاء يعلو كل شىء ؛ حتي فجأة شعر وحيد بشخص ما طويل القامة وعريض وجسده ممشوق وممتلىء وغضلاته كبيرة جدا ، إذا به يحتضن يده اليمني ويضع زراعه في زراع وحيد الأيمن وكأنه يعرفه من سنوات ويقول له:

(   )/ حضرتك الأستاذ وحيد…

وحيد/ أيوة أنا وحيد…( ولم يكمل كلمته حتي قاطعه قائلا..

(   )/ أنا أبو المكارم عطي إلي أستاذ جاد كلم………

وحيد/ قاطعه قائلا( أيوه أيوه ده حضرتك عرفتني بسرع ….

أبو المكارم/ هنا أي حد مش من المكان بيتعرف بسرعة ، وكمان أنا صدقي وراني صورتك وقالي هتلاقيه في المكان ده ، وبقالي شوية بدور عليك ؛ تعالي علشان تروح الفندق…..

وحيد/ هو بعيد عن  هنا….

أبو المكارم/ لأ خلاص شوية كدا ، أنا راكن كمان العربية قريب …..

( ركبا السيارة سويا ، كانت السيارة تبدو أنها مخصصة للأماكن الصلبة والصخرة ، وقال وحيد :

وحيد/ ياترا ممكن أسئلك سوية أسئلة، ولا حضرتك بتضايق من الكلام مع الأغراب ……

أبو المكارم/ الله يسامحك ؛ أغراب….أغراب ليه بس يا أستاذ وحيد ؛ ده أحنا كنا واحد وعايشين سوا…..

وحيد/هو حضرتك زرت مصر قبل كدا…

أبو المكارم/ ياااااه دي بلدي الثانية ؛ بس منهم لله إلي دمروا كل حاجة حتي الحقايق وخلوها لحد اليوم مكبوته..

وحيد/ تقصد مين..

أبو المكارم ، شوف أنا هقولك حاجة واحدة بس وأنت هتفهم كل حاجة ، مصر طول عمرها كانت عايش فيها اليهود ذيها ذي المسلمين وقبل منهم كمان ومكنشي فيه مخلوق يقدر يفرقهم عن بعض ، ذي الأخوات؛ ده عايش في دينه وطابعه ، وده عايش في دينه وطابعه؛ لكن الأثنين سوا في فرح سوا في حزن سوا في عمل سوا ؛ في كل حاجة سوا ؛ وأنت عارف أن مصر كانت محتلة من تركيا الأتراك يعني وكمان الإنجليز إلي كان معظمهم لو مكنشي كلهم يهود ؛ والأتراك كانوا عايشين في دينهم وحياتهم وثقافتهم إلي كل الناس حبوهم ؛ والإنجليز اليهود كانوا عايشين هما والإسرائيليين بكل حب واحترام وكانوا نفسهم يخلوا مصر حتة من بريطانيا في الثقافة والتحرر والجمال وكدا ؛ جاءت أوروبا ورئيسها وقتها حط أيده في أيد السعودية وأصروا أن الملك يجي في مصر بحجة أنه هربان ويحاولوا يعملوا حروب علشان البلد تتفقر والأتراك تسيب مصر وكمان الإسرائيليين اليهود يعني يطلعوا من البلد أو يتقتلوا ؛ أول مابدأوا الموضوع بسبب إجبار الناس علي التدين والطابع الديني وفرض الشريعة الإسلامية علي الجميع بالاجبار وتعطيل للدستور والقانون إلي كان السيادة في مصر في ذلك الوقت ؛ وكان إلي بيساعدوهم مجموعات دخلوهم من الدول العربية إلي فيها حروب ونزاعات قالوا عليهم وفود وإلي كانوا ممولين من أوروبا والسعودية ؛ عمل إيه جمال عبد الناصر في الوقت ده غير أسامي اليهود بمسلمين وغير أماكن إقامتهم علشان ميتقتلوش ولا يسيبوا حقهم في أرضهم إلي عاشوا فيها إلي هي مصر ذيهم ذي المسلمين ، ليه لأن تاريخ أوروبا والسعودية ،معروف ضد اليهود وضد الشيوعيين وضد أي حد يحاول يكسب وينجح ؛ هما عايزين يتحكموا في كل حاجة ويمشوا الجميع ذي ما هما عايزين ، أتصدي ليهم جمال عبد الناصر ؛ وغير الأسماء وغير العناوين وكان بيعاون أوروبا والسعودية لما عرفوا بالي عملوا مشوا جمال عبد الناصر بفضيحة وقضايا فساد وانحراف مخابرات ؛ وسيطروا علي الإعلام بالجماعات الإسلامية إلي صنعتها السعودية ومولتها أوروبا ودول كمان ليها مصالح؛ وطالما دخلوا الإعلام اتمكنوا من كل حاجة ؛ وقدروا بعد سقوط المخابرات يتمكنوا من جهاز المخابرات ويعرفوا اليهود ويقتلوهم ؛ لأن كل هدفهم أنهم يستولوا علي أراضي مصر والمنشآت ويتحكموا في الشعب.