الرسام وحيد نجيب قصة مين كسبان


 


أمين/ ياماما أنا معنديش وقت ، أنا وقتي كله مابين ورشة المناقشات وبين القراءة وبين الفيديوهات وبين أعمال المجسمات إلي بنتجها وأصورها وأنشرها؛ أما أبن خالتي حبيب ده كل تفكيره متخلف وكل أسلوبه سىء وكل وقته مابين التنمر والمشاكل والصراعات والدوشة والمشاكل والتوقيع بين ده وده ، والكلام بالنميمة والغيبة علي ده وده ؛ ومش بيستفيد منه أي حاجة خالص ولا حتي معلومة كويسة ولا صورة حلوة لأن بالأساس هو مش بيبني أفكاره بشكل صحيح أو بالمنطق والعقل والواقعية ، ولا عنده ثقافة خالص ، وبكدا هو بيأثر عليا تأثير سلبي مش إيجابي وعلشان كدا أنا كمان وقتي مش هيكون ليه خالص لأن وقتي ده ملكي أنا وأنا بس إلي أحدد إيه إلي يفيدني ويلزمني أني أخصص ليه جزء سواء كبير أو قليل من وقتي….

الأم/ ياحبيبي علشان خاطر طنط زينب خالتك دي بتحبك كتير..

أمين/ تحبني أو متحبنيش ده شعورها وهي حرة فيه، لكن أنا من حقي أني أقرر وبحرية إيه إلي يفيدني ووقتي يكون معاه أو لأ…

أمين/ شوفتي المجسم الجديد ده أنا قعدت ألون فيه بس أكثر من أسبوع علشان يخرج بالشكل ده وعاجب أصحابي علي الإنترنت كلهم …

الأم/ جميل يا آمين ياحبيبي، ..طيب هقولك علي حاجة حلوة علم أبن خالتك عمل المجسمات ذييك..

أمين/ صدقيني ياماما أنا حاولت مرة لكن لقيته معندوش إستعداد أصلا؛ إلا للعب والكلام الفارغ ، ولو كان عنده استعداد كان هعيعمل ده في بيتهم ذي ما أنا عملت ده في بيتنا ، وعملت من خلال الإنترنت والأصدقاء إلي بينتموا لنفس الهوايات والمهارات وينموا بعض ويشجعوا بعض، عارفة ياماما أنه أتعرض عليا في المجسم ده مبلغ كويس جدا ورفضت أبيعه لأنه عندي أغلي من السعر ده ، لأني تعبت فيه فعلا واجتهدت فيه فعلا،

عمرو/ ماما أنا عايز عشرين جنيه تانية علشان عايز أشتري آيس كريم جديد إنما إيه جميل جدا جدا..

الأم/ يابني أنت مش لسه واخد مني خمسين جنيه دلوقتي..

عمرو/ آه ياماما أنا اشتريت حلويات أنا وعز أبن خالتي وأخوه وفاضل معايا ربع كيس شيبسي أهوه، تاخد يا آمين شوية…

أمين/ لأ ياعمرو أنا بدخر وبحوش كل فلوسي ومصروفي وبشتري بيها خشب وكرتون وغراء وأدوات وباقة إنترنت علشان مشروعي ، أنا فعلا عمري تسع سنوات بس أنا بعتمد علي نفسي من دلوقتي في مشروع ينفعني وعمل ينفعني وينفع إلي يشوفوه…

الأم/ خد ياحبيبي عشرين جنيه أهية وأبقي أدي عز أبن خالتك من إلي تجيبه؛ 

( كان هذا الحوار بين الأم وأولادها عمرو و أمين ، عمرو حوالي اثنا عشر سنة وأمين حوالي تسع سنوات ؛ ويبدو أن الأخان مختلفان تماما؛ فهذا الطفل أمين الذي يكرس كل وقته ومجهوده لمشروع بسيط في نظر الكثيرين ولكنه كبير جدا ؛ لعمل المجسمات ونشرها؛

ومشاركتها مع أصدقاؤه وشغل باقي وقته في القراءة المهمة وورش النقاش للجروب الخاص بهم ومشاهدة الفيديوهات سواء تعليمية أو ترفيهية تعجبه هو بينما الأخ الأكبر فهو منشغل دائما بمشاهدة الإعلانات للتليفزيون وشراء كل الحلويات والشيبسيهات والأشياء مثل هذه المنتجات بمبالغ باهظة؛ وتضييع وقته في اللعب واللهو والكلام الذي لا منفعة منه ولا قيمة له كما أنه بدأ يظهر عليه تصرفات غريبة مثل السهر والحجج باللعب بالكرة مع أولاد خالته..،

عمرو/ والله يابابا كنت مع عز ونور وحبيب ولاد خالتي وأسألهم حتي ؛ وفضلنا نلعب بالكورة لحد الدنيا ماليلت..

الأب/ أنت بقالك أسبوع كل يوم بتتأخر وبتيجي هدومك متوسخة …،

عمرو/ بنلعب يابابا بنلعب في الرمل وكدا..سيبك أنت وأديني خمسين جنيه علشان عايز أجيب حجات مهمة..

الأب/ حجات مهمة وياترا إيه بقي ياسيدي..

عمرو/ عايز أجيب بسكويت محشو بندق جديد نوفي لسه الإعلان عنه بقالوا يومين بس..

الأب/ ماهو أنا مجبر أديك فلوس لو معطتلكشي هيقولوا حرمك مش كدا ، اتفضل ياسيدي بس أبقي جيب لولاد خالتك معاك..؛ وأنت يا أمين مش عايز فلوس تجيب حاجة،

أمين/ لا..يابابا أنا معنديش وقت أصلا آكل إلا الوجبة الأساسية للطعام لأني مشغول طول الوقت وأنا ممكن أبيع مجسم جديد لسه عامله لساقية ومنزل وشط واتعرض عليا مائة جنية فيه ؛ بس أنا شايف أنه أهم وأغلي من مائة جنيه..،

( بعد مرور يومين تقريبا)

أمين/ ماما عايزة حاجة أجيبهالك 

الأم/ أنت نازل يا أمين، مش عادتك أنت بتنزل قليل جدا ، أصلي هشتري علبة غراء أبيض وفرشة لأن الفرشة اتكسرت 

الأم/ طيب عايز فلوس ياحبيبي…

أمين/ لأ..يا ماما أنا عامل حسابي دايما للحاجة إلي محتاجها..


أمين/ ماما ماما

الأم/ إيه يا أمين في حاجة بتزعق ليه، 

أمين/ هو أنتي أخدتي فلوس من إلي في الحصالة بتاعتي..

الأم/ لأ..ياحبيبي..

أمين/ أنا كنت حاطط هنا مائة وخمسين جنيه دلوقتي مش لاقي غير الخمسين جنيه بس..

الأم/ طيب أنا هجيبلك مائة جنيه غيرها..

أمين/ لأ أنا مش بقولك علشان تجبيلي غيرهم ، أنا بقولك علشان أنا عايز أعرف راحوا فين ومين إلي خدهم وخدهم ليه ومقليش ليه وأنا أديلو وده حق..

الأم/ ياحبيبي مش ممكن حد ياخد حاجة منك أنت بس تلاقيك نسيت؛ أو من كتر قعدتك لوحدك مش فاكر..

أمين/ لأ ياماما..أنا فاكر كويس وعارف أنا بقول إيه..

؛ وصادق في كل كلمة ، وعلي العموم ، كدا إلي عمل كدا ظلمني في مالي وفي حقوقي ومشروعي لأني بحرم نفسي من كل حاجة علشان مشروعي وهدفي ..

الأم/ متكبرشي الموضوع وأنا هديلك مائة جنيه بدلها..

أمين/ لأ ياماما..شكرا أنا هتصرف وبردو مش هحتاج أكثر من مصروفي؛ 

( وبعد وقت بسيط رجع أمين ولكن كانوا أتوا ولاد خالتو وعمرو ومعاهم مسدسات لعبة مائية جديدة ويلعبون بها ، ودخل أمين غرفته مباشرة ولحقوه خلفه وهم يقولون..)

عز/ شوف المسدس ده يا أمين بتحط مايا من هنا يرش لون تختاره أحمر أصفر أخضر بص بص..، وبدأ يرش..

أمين/ يابني كدا هتبهدل الدنيا 

( جاءت الأم علي الحديث وهي تقول..)

الأم/ العبوا في البلكونة علشان علشان متبهدلوش الدنيا هنا..

الأم/ أنت جيت يا أمين..

أمين / آه ياماما..

الأم/ إيه ده …

أمين/ ده نشا علشان أعمل الغراء بنفسي لأن الفلوس  إلي ضاعت هتخليني مقدرشي أشتري فرشة كمان الشهر ده ؛ هشتغل بالسفنجة دي..

الأم/ طيب ما تاخد مني مائة جنية ياحبيبي بدل إلي ضاعت…

عمرو/ هاتيها أنا أشتري بيها حجات…

الأم/ أسكت أنت..

أمين/ لأ..أنا كنت عايز أعرف بس مين إلي أخدها..

الأم/ صحيح أنت ماشوفتش مائة جنية ياعمرو بتاعت أخوك..

عمرو/ آه ..أنا أخدتها علشان نجيب المسدسات دي..

الأم/ وإزاي تعمل كدا ، إزاي تاخد حاجة أخوك ومتقولوش ، أنت مش بتاخد مصروفك ذيه .. وأكثر كمان..

عمرو / آه بس أحتاجت فلوس أعمل إيه يعني ، أسرق..

الأم/ وهو لما تاخدحاجة غيرك وحق غيرك يبقي مابتسرقشي..

عمرو/ لأ..أنا وأخويا واحد..

أمين/ فعلا واحد بس لازم تقولي الأول علي الأقل وأقلك إذا كنت موافقك ولا لاء…

عمرو/ خلاص ياعم أنا لما يجي بابا هاخدها منه وأديهالك…

أمين/ مش هي دي المشكلة ياعمرو ؛ المشكلة إني أنا عارف حدودي في مصروفي وبلتزم بيه علشان مزودشي الحمل علي بابا وماما ؛ وكمان  أكون ملتزم وحاولت أني أفيد نفسي وفعلا أنتجت شىء بفلوسي دي وبمالي الخاص؛ وحولت شوية ورق لمنتجات واخشاب لمنتجات بمجهودي وعقلي ومهاراتي؛ لكن أنت بتساعد شركات وناس بتزود الديون علي الوطن والمواطنين علشان في الآخر حاجة هتتهضم وتتصرف أو حاجة ملهاش أهمية ولا قيمة حقيقية؛ ومش هيكون ليها منفعة خالص ؛ حتي وقتك كله بتضيعه في حاجة مفيش منها أي منفعة ولا ليها قيمة لا تعود عليك ولا علي وطنك.




Comments