الرسام وحيد نجيب قصة نصيبك هيصيبك
الرسام وحيد نجيب قصة نصيبك هيصيبك
( تبدو صالة شقة بها موبيليا مودرن حديثة وعصرية ؛ وتتخذ شكلا من البراح والوسع الذي يظهر فيه البراح والراحة النفسية أيضا؛ ألوان زاهية فاتحة هادئة؛ وتجلس علي أريكة الأنتريه إمرأة في شبابها وجميلة وأنيقه ومستغرقة في عالم الإنترنت، تشاهد المزيد من فيديوهات أصدقائها علي السوشيال ميديا وتقول بصوت عالي:
الأم سميرة/ ياسامي
سامي/ إيه ياماما، ( ويخرج سامي وهو طفل بريء الملامح تشعر فيه بالرقة والحيوية والنشاط والهدوء)
سميرة/ خلصت الواجب بتاعك…
سامي/ آه ياماما فاضل بس الماس وهبقي خلصت كل حاجة ؛ ممكن ياماما أطلب منك طلب بعد ما أخلص الواجب؛
سميرة/ إيه ياسامي
سامي/ عايز ألعب علي الإنترنت شوية ولو ربع ساعة…
سميرة/ أنت خلصت الثلاث سعات بتوعك في اليوم النهارده ؛ بكرة ليك ثلاث سعات بس علي الإنترنت؛ وأنا قايلالك ومفهماك أن الإنترنت بيسبب مشاكل والتيليفون شاشته ممكن تأثر علي عينيك وتسبب ليك مشاكل كثيرة..
سامي/ ياماما كل أصحابي بيقعدوا طوال اليوم علي الإنترنت؛ وبعدين الأجهزة دي ذي أي عمل وكل إنسان مهما كان عمله لازم يكون فيه أضرار كثيرة ممكن تأثر عليه ذي مافيه إيجابيات بيستفيد منها ؛ يعني كل عمل حتي المذاكرة والدراسة ليه سلبيات وايجابيات ؛ مفيش حاجة أبدا ملهاش سلبيات والإنسان هو إلي يقرر إيه الأفضل ليه وإيه الإيجابيات إلي محتاجها،
سميرة / لأ يعني لأ ..أنا المسؤولة عنك وعارفة مصلحتك كويس..
سامي/ خلاص ياماما؛ طيب ممكن أروح لفادي جارنا أتكلم معاه وألعب معاه شوية..
سميرة/ لأ..أنت عارف كويس أني أنا مش بحب الاختلاط بعد الدراسة هو زميل دراسة وبس ..إنما تدخل في الجيران لأ…
ومرفوض…
سميرة/ الوقت الفاضي عندك النهاردة ، طبق فيه دولاب ملابسك وأنا بكرا هخدك زيارة لخالتك فريدة..
سامي/ لأ..لأ..خالتي لأ..أنا مش بحب أولادها بصراحة غتيتين؛ كدا وكل كلامهم ولعبهم كله غتاتة ..لأ..أنا هطبق هدومي وأنام وبس..
سميرة/ لأ..أنا قولت هنروح نزورها يعني هنروح نزورها ولازم تسمع الكلام ؛ في هذه الأحداث فتح باب المنزل ودخل الأب وهو يبدو أيضا في الشباب ويحمل بعض الحقائب والأكياس لأغراض المنزل وهو يقول..
عدلي/ إيه ياسميرة صوتكم جايب لسلم العمارة ؛ هو كل يوم علي النقير ده..
سميرة/ عدلي لو سمحت أحنا متفقين لحد سن ١٤ سنة تسيبلي تربية الولد أنا هربيه بطريقتي..
عدلي/ أدخل ياسام خلص واجباتك في غرفتك..
سامي/ حاضر يابابا..
عدلي/ ياسميرة دي مش طريقة تربية ؛ الولد فعلا عنده مشاكل كثيرة بسببك…
سميرة/ ده كلامك أنت، أنا بربي أبني بأحدث الطرق والأساليب التربوية ومع دكاترا وأساتذة من الجامعات المتخصصين في التربية…
عدلي/ أساتذة إيه..ودكاترة إيه ياسميرة، طول عمر أهلنا وأجدادنا بتربينا علي قيم معينة وعادات معينة ؛ نشأنا عليها وأثبتنا نجاحنا ومثاليتنا فيها، وتفوقنا بيها؛ وخرج من عندنا نوابغ وعلماء وعباقرة ومبدعين وعلموا العالم؛ إلي لا كانوا بيتربوا علي أيد دكاترا ولا متخصصين، إنما أسلوب الناس دي غير واضح للأولاد وغير أهدافهم ولا إلي يناسبهم هما، أنتي بجد بتحرمي الولد وبتعاقبيه كمان علي حجات هو ملهوش ذنب فيها ، وكل أصدقاؤه بيتمتعوا بيها وبتحرميه ؛ وعيزاه يطلع مثالي ومفيش إنسان مثالي في العالم كله ؛ ولايمكن هيكون ؛ مفيش إنسان معصوم أو ملاك؛ ولا فيه إنسان بيستحمل يعيش علي طريقة الغير ومزاجه وأسلوبه، أو الآخرين يجبروه علي ذلك، دي جريمة وسطوة واضحة في الغير ؛ وأسلوب مرفوض ياسميرة..
سميرة/ عدلي أنت عارف أني قعدت خمس سنين بعد الجواز مش بخلف ، وبعد ماحملت وخلفت حصلت حادثة وشيلت الرحم يعني عمري ما هخلف تاني ، ومعنديش غير سامي ، وبس ؛ وعايزة أربيه بطريقتي وبالطريقة الصحيحة علشان أنا رسمة له طريقه وحياته الصح وكمان بخطط أجوزه منيرة بنت خالته وفكرت كمان في شقة تناسبهم و…
عدلي/ ( قاطعها بانفعال وعصبية) بس بس ..إيه ياسميرة ده ؛ هي حياتك إنتي ولا حياته ، ده إنسان عنده مشاعر لازم هو إلي يقرر ويوافق برغبته الكاملة مش بالضغوط والإكراه؛ ويقول علي أي حاجة بتعجبه وتناسبه هو هو وبس؛ مش أنتي؛ أنتي بتتحكمي بطريقة عجيبة في الولد ودي طريقة سيئة وجريمة كبيرة وأكبر ضرر في التربية؛ وبتعرض الولد لأضرار جثيمة نفسية وعصبية وخطيرة؛ وأنا مش موافقك أبدا علي كدا..
سامي/ ماما أنا خلصت كل حاجة وهنام بدري النهارده…
عدلي/ لوعايز تتفرج علي التيلفزيون شوية قبل ماتنام أتفرج..
سامي/ لأ مش بيجيب حاجة حلوة خالص..
سميرة/ ماشي ياحبيبي وبكرا هخدك لخالتك تغير جو هناك..
سامي/ لا..لا..مش حابب أروح هناك…، ممكن أطلب منك طلب تاني..
عدلي/ عايز إيه ياسامي..
سامي/ نفسي بكرا تعملي لنا من إيدك بيتزا وشيبسي…
سميرة/ أنت عارف كويس أن جدول الأكل بكرا فيه صينية بطاطس بالفراخ وسلطات؛ يوم الجمعة بس هو إلي من حقك تختار الأكلة إلي أنت عايزها….
عدلي/ خلاص نبدل ياماما سميرة يوم الجمعة ببكرا علشان خاطر سامي..
سميرة/ أبدا أنت عارف أنا النظام إلي وضعاه مش هيتغير أبدا..
عدلي/ لا..دي مابقتشي عيشة دي ؛ مش ممكن الكلام ده …
سامي/ أنا داخل أنام..
( كانت حياة الطفل بالفعل مأساوية لأم متسلطة بالطبع هذا الأسلوب هو أسلوب مرفوض وأسوأ مايكون في التربية كما أنه لايخلق إلا أطفال لديهم مشاكل نفسية وضغوط صعب حلها؛ ومن الممكن أن يشعر الطفل والإنسان بالكراهية والمشاحنة ؛ ويتحول الطفل لكاره كل شىء حتي الناس جميعا وهو بالطبع أسلوب إرهابي؛ لأنه بيعتدي علي حقوق الطفل وحرياته؛ وأي إنسان يتعامل معه بهذا الأسلوب يعد عدو له ومنتهك حقوقه؛ فكانت ترفض كل شىء يحبه ويراه أفضل له ؛وتريد إكراهه فيه؛ وكأنها تعانده فعلا أو تستفذه فبالطبع المشكلة الحقيقية فيها هي وهي التي لابد أن تعالج نفسيا عن طبيعتها المتسلطة المنتهكة لحقوق الغير، عن طبيعتها التي لا تحترم حقوق الطفل وخصوصيته ورغبته الحرة بدون ضغوط وإرادته ورغبته،
فلكل طفل حقوق حقيقية واجب علي كل تربوي الإلتزام بها وأيضا تعليمه إحترام حقوق الغير؛ حتي لو كانت أفعال الطفل غير منطقية أو يراها الغير غير مناسبة لابد أن تعالج بحكمة شديدة بعيدا عن المنع؛ لأن من حق كل طفل أن يختار مايحب ومايرغب بدون أي قيود أو تخويف أو إكراه؛ وفي الميعاد المكرر أصرت الأم علي رأيها بأن تأخذ الطفل إلي خالته برغم رفضه وعدم رغبته في ذلك ؛ وبدأوا في النزول ومحاولة لقيادة السيارة الخاصة بهم لكن كانت هناك مشكلة في السيارة؛ بالرغم من وجود بنزين كافي وقالت الأم..)
سميرة/ يوه دي تاني مرة السيارة تعملها هبعتها تتصلح..
ويلا بينا نتمشي علي أول شارع وناخد تاكسي..
سامي/ طب مانروح وبلاش النهاردة ، أنا مش حابب أروح هناك ..
سميرة/يلا وأسمع الكلام بدال ما أعقبك..
سامي/ حاضر
( بدأوا في السير للذهاب، ولكن كانت هناك مشكلة أخري تبدو عراك وصياح والكثير من المارة يقفون يتفرجون في مشهد من الجمهرة مخيف للغاية ؛ وكانت تبدو بين أولاد في سن المراهقة ولكنهم في بداية مرحلة الشباب ؛ وكانوا يتصارعون ويتعاركوا بالعصي والمطاوي والضرب ثم تطور الأمر وذهب مسرعا أحدهم جري إلي توكتوك وأخرج منه مسدسا وبدأ يطلق بشكل هيستيري غير متزن؛ وسرعان ما أصابت طلقة الطفل سامي في مشهد من الصياح والجري والكر والفر ومايقول حد يتصل بالشرطة ومايحاول منع الولد ومايجري..وما يتفرج..ومايجري..ومايصرخ..حتي ألقي الطفل سامي جثة هامدة علي الأرض وتناولته والدته في حضنها وهي تصرخ وتقول ..
سميرة/ سامي..
؛ واتصل أحد المتواجدين بالإسعاف ونقل سامي إلي المستشفي ولكن الرصاصة أودت بحياته وتوفي فورا بالإصابة بهذا الطلق الناري ؛ أصاب والدته بعد الحادثة اكتئاب شديد أفقدها النطق؛ ورفضت الطعام ؛ وبدأ وجهها يذبل ووزنها يقل ولا تفارق الدموع عينها؛ وكذلك عدلي الذي كان حزينا بشكل لايمكن لأحد أن يتحمله وكان يعلم أن شعورها بالذنب هو ماجعلها تكتئب ولكن لم يريد التحدث معها كي لايصعب الأمر أكثر من ذلك عليها وهو يعلم أن أي لوم لن يرجع الطفل مرة أخري ولن يعود لحظة من السعادة التي كان من الممكن أن يعكسها الطفل عليهم بدلا من هذا الأسي والحرمان والحزن والانضباط الذي كانت تريده والدته ولن يفيد بشىء ؛ جاء لها الطفل سامي في الحلم وهو وسط ورود جميلة جدا وطيور بيضاء ويرتدي ملابس بيضاء جميلة وزاهية ووجهه منير مثل القمر ، وقال لها:
سامي/ ياريتك سبتيني ياماما أعمل إلي أنا نفسي فيه ، أهو عمري خلص ومقدرتش أعيش أي لحظة حلوة أنا نفسي فيها ولا نفعتني عيني إلي خوفتيني عليها طول الوقت ولا قدرت ألعب مع أولاد خالتي ولا حتي أشتغل الشغل إلي أنتي كنتي عايزاه ولا حاجة خالص مش أنتي كنتي بترتبيها علشان إرادتك ولايمكن تكون إرادتك أكبر من إرادة ربنا لأنه هو إلي خلقنا أحرار بدون قيود من حد؛ هو خلقني وخلق كل أعضائي كلها علشان أنا أستخدمها ذي ما أنا عايز وشايف إنها هتسعدني ولمصلحتي ؛ مش ذي ماحضرتك عايزاه،
أهو ربنا غضب عليكي وحرمك من أعضائي وأخدها ذي ما أعطهالك أمانة؛ وجعلني روح بس أقدر أعمل كل إلي أنا عايزه بعيد عنك ؛ وأسافر لكل إلي أنا عايزه وأحس بكل إلي أنا عايزه بعيد عنك ؛ خالص؛ ومبقتشي إرادتك ولا عقابك ولا حبك هيفدني ولا هيفيدك بشىء ؛ تفتكري ربنا هيسمحك ياماما.
Comments
Post a Comment